بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله و الصلاة على محمد و آله الطاهرين

نحيّي بقُدوم الضيوف الكِرام الأعزّاء و علماء الأديان السماوية في هذا المُؤتَمَر التَعايُش السِلْمي مع الأديان الأخرى و نُبارك عيد الغدير عيد الله الأكبر لكم المدعوين الكِرام و للمُجتمع التوحيدي و لكل إنسان في العالَم.

و نرحّب خاصّة بسماحة السید آیة الله المجتبی الحسینی مندوب الإمام الخامنئی و صدیقی الدکتور سید ابوالحسن النوّاب.

امّا بعد فإنّ علياً عليه السلام لا يَختصّ بقوم و لا شعب خاصّ بل هو کالشمس و کالماء لكلّ انسان يريد أن يعيش معيشته شريفة طیّبة طاهرة. علي عليه السلام هو القرآن الناطق و فیه تجلّی الله تبارک و تعالی و علی علیه السلام أیضا من جلوات الرب و مظهر جمیع أسماء الجمالیة و الجلالیة و  شعاره لأهل الكتاب هذا: تعالوا إلى كلمة سواء بيننا  و بينكم ألّا نعبد إلّا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله. و يقول القرآن لأتباع المسيح عليه السلام و يُؤيده و یلتزم به علي عليه السلام: لتجدنّ أقربهم مودّة للّذين آمنوا الّذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسّيسين و رهبانا و أنّهم لا يستكبرون. و الإمام علي عليه السلام في حكومته دوّن أوامر حول التَعايُش السلمي في كتابه إلى  مالك الأشتر و هو هذا: أشعر قلبك الرحمة للرعية و المحبة لهم و اللطف بهم. یأمر علی علیه السلام أنّ والی المصر أن یحبّ کل فرد من آحاد الرعیة. لیس اللطف الظاهری و الإحسان البشری مثل المحبّة القلبیّة. علی یحبّ الإنسان علی یحبّ البشریّة و یحبّ أبناء البشر فی أیّ مجالات و یأمر والیه أن یحبّ الرعیة و أن یرحمهم و أن یداری معهم باللطف: و لاتكونّن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنّهم صنفان إمّا أخ لك في الدين و إمّا نظير لك في الخلق. أین یوجد هذه الکرامة ما وجد فی کلام علی و فی سیرة أمیرالمؤمنین علیه السلام. قد سَجّل التاريخ قضايا مختلفة حول المساواة في حقوق الإنسان في حكومة مولانا علي أمير المؤمنين عليه السلام مثل قضية المرأة التي ظُلمت من جانب عُمّال معاوية و هي من أهل الكتاب، و لو أنّ مؤمنا أو مسلما مات أسفا لما کان به ملوما. هذا غیرة علی فی حفظ عرض أهل الکتاب بعنوان أنّه بشر و بعنوان أنّه تابع للأدیان التوحیدیة  و مثل توبيخه لعمّال الحكومة في الإهمال بالنسبة إلى أحد أهل الكتاب الّذي اُصيبَ بفقر و أثر هذا المنهج و ثمرة ذلک الکرامة و شرح الصدر في سيرة علي عليه السلام إلى أنّه صار محبوباً بين علماء الأديان الأخرى و أنا انقل کلمات من أکابر ادباء المسیحیة و کرام منهجهم و من ذلک رکز  بن زائد: أنا لا اقول إنّ الإمام علیا انتزع آفة الفقر من الدنیا لکنّی استطیع أن اقول إنّه عالج نفوس الفقراء علاجا وفّر لهم ما یحتاجون إلیه من الاطمئنان الروحی و هم یرون إمامهم لا یمیّز نفسه و لا أحبّ أحبّائه إلیه منهم بشیء.  هذا فخر لنا هذا إمامنا. یقول نصری سلحب المسیحی فی أوائل کتابه: کم نحن بحاجة یا أباالحسن إلی بطولة تجلّت فی کنادرة عبر التاریخ فإذا هی بعدک یتیمة تستغیث. علی ابو الأیتام ابو الفضائل ابوالکرائم.

و یقول فیه: و یعاشق…(9:20) السلامة الشاعر المسیحی مع علی علیه السلام بهذه العبارة: فتقبّل هذه الملحمة و انظر من رفارف الخلد إلی عاجز شرّف قلمه بذکرک. هو مثل الشیعة یحبّه حبا شدیدا و یظهر العشق و یعاشقه.

و یقول مسیحی آخر الأدیب الرجل العظیم و الإمام الأعظم قدّیس الإسلام و أسده کان ثوبه مرقوعا بجلد تارة و لیف أخری و نعلاه من لیف و کان یلبس الکرابیس حتی قال مرة و لقد رقّعت مرقعتی هذه حتی استحییت من راقعها. هل یوجد غیر علی أمیرا حاکما هکذا.

و فی کلام آخر: ماذا یقول البشر کافة و الحاکمون جمیعا فرجل یعرض سیفه للبیع یشتری له إزارا أجل یعرض سیفه للبیع و الدنیا کله بیده.

 مع أنّه کان بیت المال فی یده لم یتمتّع من بیت مال المسلمین بل یبیع سیفه لإمرار معاشه.

و هذا الکلام معروف من جورج جرداق اللبناني المسیحی صاحب کتاب صوت العدالة الإنسانیة: مات علی بن أبی طالب فی محراب عبادته لشدّة عدله. و ینقل من صاحب کتاب الأبطال الفَيْلسوف الإنجليزي: أوّل من آمن باللّه و رسوله و صدّقه و صلّی معه هو علی بن أبی طالب و هو ابن عشر سنین. أنا لا احصي فضائل علی بن أبی طالب علیه السلام المنقول من الأدباء و الشعراء و أعاظم علماء الأدیان لأنّ کل ما اقول و قالوا و یقولون قطرة بالنسبة إلی البحر العظیم حشرنا الله مع علی علیه السلام و جزاکم الله حمیعا عن علی و الائمة المعصومین خیر الجزا و ندعو لکم و اسأل منکم الدعاء و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته

دیدگاهتان را بنویسید

نشانی ایمیل شما منتشر نخواهد شد. بخش‌های موردنیاز علامت‌گذاری شده‌اند *